البحث عن التحف في اسرائيل
إسرائيل هي بلد مثير جدا للاهتمام, يمكن القول أن معظم عالمنا بدأ منها أو تمّ تطوّره فيها, لذلك لإسرائيل تاريخ طويل, ثري ومثير جدا للاهتمام ولا شخص يكون لا مبال أمام هذا التاريخ.
يمكننا التصوّر ماذا يشمل ولاكن لن نعرف للأبد, لا على الأقل حتى نحاول التعرّف بواسطة كاشف للمعادن. اذن تقريبا في كل مكان بإسرائيل كانوا ناس قبل عصرنا وهذا يعني أنّ أغلب الاحتمالات أنّه حتى في مكان بيتكم الحالي كان قبلكم أحد وسمّى هذا المكان بيت. واليوم نريد معرفة هويته وماذا ترك ورائه. للك نحن نتوجّه لايتان لأجهزة الكشف ونخرج للميدان للعثور على تاريخ ويفضّل أن يكون ذهب أو فضّة. ولاكن لحظة قبل المغادرة ربما من المستحسن التعرّف على العواقب للخروج من الناحية القانونية, بسبب التاريخ الطويل والثري لهذه البلاد مدينة إسرائيل, على عكس بقية العالم, تقوم بتفعيل وحدة لمنع سرقة الآثار. لاحظوا أنه غير معروف لنا عن مدينة إضافية بالعالم والتي تقوم بتفعيل وحدة منفردة ووظيفتها الوحيدة هو منع سرقة الآثار, الوحدة خاضعة لسلطة الآثار وهي تهتمّ بتطبيق قانون الآثار. (اضغط لمعلومات إضافية عن قانون سلطة الآثار לחץ למידע נוסף על חוק רשות העתיקות).
ماذا ينص القانون؟
بإيجاز, يتحدّث القانون على شيئين أساسيين, الأول ما هي تحفة؟ والجواب هو كل شيء تمّ القيام به قبل سنة 1700 ميلادي, فهكذا, كل شيء تمّ قيامه بعد سنة 1700 ليس آثار وكل من يقوم بالعثور فهو رابح. ماذا يتوجّب على الانسان الذي يعثر على شيء مصنوع قبل سنة 1700 ميلادي؟ التوجّه لسلطة الآثار واعلامها وبأي شكل لا يرفع التحفة من مكانها أو لمسها, السلطة تفضّل أن تختفي وليس بأيديكم- نوع لمطرقة قوة أو ربما وحشية. الشيء الثاني الذي ينص عليه قانون التحف هو ممنوع لأي شخص القيام بنشاطات بحث بواسطة كاشف في مساحة للآثار وممنوع كذلك الحفر في ساحة أثرية. لاحظوا أن كل ما ذكر وكل التفسيرات هي وفقا لفهم المؤلف ولا يجب الاعتماد عليها كمادة قانونية و/أو استشارة قانونية ومسؤولية كل شخص فحص قانون التحف والتشاور مع محترفين.
كيف نتعرّف عن منطقة للتحف وآثار؟
سيتمّ اغلاق المنطقة بواسطة سياج لمنع دخول المدنيين. كل 10 أو 15 متر يتم ربط للسياج علامة توضّح أن هذا فضاء للتحف والآثار وهناك قيود بهذه المنطقة وكل من يخالف هذه القيود فهو يخالف القانون الجنائي. يمكن بشكل بسيط جدا الدخول للإنترنت ورؤية خريطة مختارة بشكل واضح, تشمل الحدود لكل موقع حتى لا يخطأ شخص ويدخل مع كاشف للمعادن لمنطقة آثار وتحف بدون أي نيّة. على الرغم من أن القانون مزعج قليلا, غير منطقي وغريب, ولاكن على الأقل المشرّع حرص على أن يكون القانون واضح ومنظّم وهكذا لا يدخل أي شخص الى العاصفة بدون أي نية- ما أجمل ذلك. الى حد الآن كل الاحترام لسلطة الآثار والتحف, ولاكن هناك مشكلة صغيرة وماهي المشكلة؟ كل ما قمت بتسجيله الى حد الآن مجرّد هراء, غير أنه ممنوع الدخول و/أو اخذ تحف. لا يوجد أي سياج ولا غابة لا علامة ولا دب. حتى خريطة قائمة ومرتّبة لا توجد في الانترنت, بالأساس لم يقم أي جهد. ما تمّ فعله حقا هو الذكر بشكل واضح بالقانون أن كل شخص يجب أن يعلم ماهي منطقة للآثار والتحف وكيف بالتحديد؟ كل شخص يتوجّه لسلطة الآثار ويطلب منهم خريطة لمنطقته. ولاكن ما شأن المشرّع اذا كان القانون منطقي أم لا, وفيما يتعلّق بالوحدة المختارة لمنع سرقة الآثار- ماهي نجاحاتها؟ حسنا, لا نهاية للنجاحات قبض, عمليات احباط لأنشطة سرقة, احباط فرق كاملة والتي تشمل القبض على رؤساء للأنظمة بما في ذلك تقديمهم للعدالة- حقا نجاحات غير مسبوق لها وهذا شيء غير قائم بأي مكان بالعالم.
لماذا لا يوجد أي مكان بالعالم لا يفتخر مثل هذه النجاحات؟ لماذا إسرائيل ناجحة في ما تقوم به؟ طبعا لا فالجواب أبسط بكثير – هناك آخرين بالعالم تعتقد خلاف ذلك وقالوا بدلا مطاردة اللصوص والقبض على ربما 5% (وأنا أقوم بالمبالغة لصالحهم) من حوادث السرقة بالبلاد, وهذا طبعا بكلفة عشرات الملايين للشواكل من أموال دافع الضرائب, بعلة أن الآثار ملك للجميع ولا يقدر شخص أخذ التحف والاحتفاظ بها لنفسه. ربما بدلا لهذا نأسس بحث الآثار بشكل كهذا, نحدد أنه ممنوع تدمير مواقع أثرية من الوصول الى تحفة , ممنوع الحفر أكثر من متر عمقا أو شيء كهذا وكل من يعثر على تحفة يعلن عليها وللمدينة حق أولي في شرائها بسعر يتمّ تقديره من قبل مقيّم للآثار.
هكذا سوف نكون مصدومين من كمية التحف التي يتم ايجادها بالبلاد, فالكمية التي يتم العثور عليها قائمة, ما لا يعرف هو أين تذهب كل النتائج, هكذا واضح جدا فالنتائج تذهب للتجارة السوداء في الآثار وهذا في أحسن الحالات. كم من مرة سمعنا عن قصة لناس عثروا على مخبأ للذهب لقطع نقدية ومجوهرات عتيقة. في بعض الأحيان قبل أكثر من ألفي سنة وبسبب خوفهم لتجارة الآثار أو لا يعرفون لمن يقومون بالبيع فقاموا بتذويب الذهب وباعوا ذهب يساوي عشرات الملايين من الشواكل وقيمة تاريخية والتي لا يمكن تقديرها مقابل عدد من عشرات الشواكل لغرام ذهب لا يصدّق, صدّقوا فهذا صار يصير وسيواصل كل ما واصلت سلطة الآثار بوحشتها ونجاحاتها, نحن السكان والمدنيين لن نتمتّع بهوايتنا كما يجب ونفتقد يوميا تاريخنا والذي غير ممكن إعادة بنائها أبدا .